زواج ينهار بسبب ببجي: قصص مؤلمة وتحذيرات من الاختصاصيين

الحجم
محتويات المقال

هل يمكن أن يؤدي إدمان لعبة ببجي إلى تدمير الحياة الزوجية؟ قصص حقيقية وتحذيرات من الأخصائيين

في السنوات الأخيرة، تحوّلت لعبة ببجي (PUBG) من مجرد وسيلة للترفيه وقضاء أوقات الفراغ إلى عامل ضغط مؤثر على العلاقات الاجتماعية والزوجية، وتفاقم الأمر حتى وصل إلى المحاكم وأروقة الطب النفسي، وسط تحذيرات مستمرة من منظمات الصحة العالمية والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين. في هذا المقال الشامل على موقع منوعات راموس Ramos Mix، سنرصد معًا كيف يمكن للعبة رقمية أن تهدم أُسرًا، ونروي قصصًا واقعية صادمة حدثت فعلًا في مجتمعاتنا العربية، مع استعراض تحذيرات الخبراء ونصائح الوقاية، لنمنح القارئ وعيًا حقيقيًا حول هذه الظاهرة.

هل يمكن أن يؤدي إدمان لعبة ببجي إلى تدمير الحياة الزوجية؟ قصص حقيقية وتحذيرات من الأخصائيين


ببجي.. من ترفيه بريء إلى إدمان يهدد العلاقات

تعتبر ببجي واحدة من أشهر الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تُسجل اللعبة مئات الملايين من جلسات اللعب شهريًا. وسرعان ما انتقل الأمر من مجرد ترفيه إلى حالة إدمان سلوكي طالت مختلف الفئات العمرية، وبدأت آثارها تتسلل إلى العلاقات الاجتماعية والأسرية.

بحسب ما أوردته حِلّوها، فإن إدمان الزوج على لعبة ببجي يرتبط مباشرة بالإهمال العاطفي، وقلة التواصل، وخلق أزمات ثقة بين الزوجين. والنتيجة الطبيعية لذلك كانت ظهور حالات طلاق وخلافات زوجية متكررة بسبب هذه اللعبة تحديدًا، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي يعيشها البعض نتيجة الإدمان الرقمي غير المحسوب.

تصنيف عالمي.. "اضطراب الألعاب" مرض معترف به

أدركت منظمة الصحة العالمية خطورة الأمر، فقررت إدراج "اضطراب الألعاب" ضمن الإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11). وأوضحت المنظمة أن هذا الاضطراب يظهر حين يفقد الفرد السيطرة على وقت اللعب ويمنحه أولوية على باقي مسؤولياته الحياتية وعلاقاته الاجتماعية والأسرية، رغم ظهور نتائج سلبية واضحة.

هذا التصنيف لم يأتِ من فراغ، بل بناءً على دراسات أثبتت أن الإفراط في الألعاب الرقمية يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب بين اللاعبين، ويؤثر على مهاراتهم الاجتماعية، وعلاقتهم مع الأسرة والمجتمع.

قصص حقيقية.. ببجي دمرت أسرًا كاملة

1. أول طلاق رسمي بسبب ببجي

في العراق، سجّلت المحاكم حادثة طلاق رسمية بسبب الإدمان على لعبة ببجي. القصة بدأت حين سمع الزوج زوجته نور، وهي أم لطفلين، تتحدث مع صديق افتراضي عبر اللعبة. أصيب الزوج بحالة هستيرية، تطورت إلى اعتداء جسدي مبرح، أعقبه طلب الطلاق أمام المحكمة.

هذه الحادثة سرعان ما تحولت إلى حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مطالبات صريحة بحجب اللعبة في بعض المحافظات، بعدما تجاوزت خطورتها مجرد إهدار وقت إلى التسبب في تفكيك الأسر.

2. هروب فتاة والزواج من لاعب ببجي

في واقعة أخرى بالعراق، تعرّفت فتاة مراهقة على شاب من خلال لعبة ببجي، واستمرت العلاقة الافتراضية حتى قررت الهروب من منزل عائلتها والذهاب إلى بغداد للقاء الشاب. بعد تدخل الشرطة، وبعد مفاوضات مع العائلتين، انتهت القصة بعقد قرانهما رسميًا.

هذه القصة ليست حالة فردية، بل مؤشر خطير على قدرة الألعاب الرقمية على خلق علاقات افتراضية قد تؤدي إلى قرارات مصيرية مدمرة.

3. اتهام بالخيانة الزوجية بسبب اللعب

تروي سيدة عبر منصة حِلّوها قصتها مع زوجها الذي اتهمها بالخيانة والانحراف لمجرد ممارستها للعبة ببجي مع أصدقاء من الذكور. رغم أنها لم تستخدم خاصية الصوت أثناء اللعب وتجنبت أي محادثات غير لائقة، إلا أن الزوج اعتبر ذلك خروجًا عن المألوف وانحرافًا سلوكيًا.

4. خطوبة انتهت بسبب التعلّق بببجي

أما عن قصص المخطوبين، فإحدى الفتيات روت عبر حِلّوها أن خطيبها أنهى علاقته بها بعدما اكتشف تعلقها المفرط بلعبة ببجي، واعتبر أن ذلك يعكس وجود خيانة عاطفية أو عدم اهتمام جاد بمستقبل العلاقة الزوجية.

مثل هذه الحالات تكشف مدى تأثير الألعاب الإلكترونية على قرارات حاسمة في العلاقات الإنسانية.

تحذيرات الأخصائيين.. أزمة تحتاج إلى وعي مبكر

ميساء النحلاوي: ببجي ملاذ للهروب من أزمات الحياة

أكدت الأخصائية النفسية ميساء النحلاوي أن المشكلة الحقيقية ليست في اللعبة بحد ذاتها، بل في الطريقة التي يستخدم بها البعض هذه الألعاب للهروب من ضغوط الحياة الزوجية. وبيّنت أن هذا الهروب يؤدي إلى تفاقم الإهمال العاطفي وتصاعد الخلافات الزوجية.

ووفقًا لها، فإن فقدان الحوار والتواصل داخل الأسرة، واستبداله بعوالم افتراضية يفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية داخل البيت الواحد.

منظمة الصحة العالمية: اضطراب الألعاب مرض معترف به

أعادت منظمة الصحة العالمية التأكيد على خطورة اضطراب الألعاب الرقمية، موضحة أن استمرار اللعب رغم ظهور آثار سلبية يعد مؤشرًا على اضطراب حقيقي يتطلب تدخلاً طبيًا ونفسيًا مبكرًا.

وفي المنتدى العالمي الرابع للمنظمة، طُرحت عدة توصيات أبرزها التعاون الدولي للحد من سلوكيات الإدمان السلوكي على الإنترنت والألعاب الرقمية، وضرورة حماية الصحة النفسية للمجتمعات والأسر.

كيف نحمي أسرنا من تأثير الألعاب الرقمية؟

الوقاية من هذه الظاهرة تبدأ من داخل الأسرة. فبعض الخطوات العملية يمكنها أن تُحدث فارقًا حقيقيًا:

1. تحديد أوقات اللعب

لا يُشترط الامتناع الكامل عن ممارسة الألعاب، بل يكفي وضع قواعد واضحة، بحيث لا تتجاوز جلسات اللعب ساعتين يوميًا، مع ضمان ألا تتعارض مع واجبات الأسرة.

2. توفير أنشطة بديلة

من الضروري تقديم بدائل ترفيهية حقيقية للأسرة، مثل الخروج إلى الطبيعة، ممارسة الرياضة، تنظيم سهرات أسرية، أو حتى المشاركة في ورش عمل وهوايات جماعية.

3. الحوار الهادئ

تجنّب الصدامات المباشرة واتهامات الخيانة أو الانحراف، وبدلاً من ذلك، اختيار أوقات مناسبة للحديث عن تأثير اللعبة بشكل عقلاني دون تجريم.

4. الاستعانة بمختصين

في حال ظهور علامات إدمان سلوكي حاد، يُنصح بالتوجه إلى معالج نفسي مختص بالألعاب الرقمية، لتقديم برامج علاجية معتمدة تعيد التوازن للحياة الأسرية.

خاتمة

ما بدأ كلعبة مسلية في أوقات الفراغ تحوّل اليوم إلى ظاهرة تهدد استقرار الحياة الزوجية والأسرية. وها نحن نشهد قصصًا حقيقية عن طلاق، خيانة، هروب، وأزمات عاطفية بسبب لعبة إلكترونية واحدة.

يبقى الحل في بناء وعي اجتماعي وأسري حول خطورة الإفراط في الألعاب الرقمية، وفي تبني ممارسات ترفيهية صحية ومتوازنة. كذلك، لا غنى عن الاستعانة بأخصائيين نفسيين واجتماعيين لمعالجة الحالات المتفاقمة.

في النهاية، لا مانع من ممارسة الألعاب، بشرط ألا يتحوّل الترفيه إلى إدمان، وألا تحل اللعبة محل الأسرة، وألا تتحوّل لحائط فصل بين الأزواج.

نحن في منوعات راموس Ramos Mix نحرص دائمًا على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الشائكة، لنمنح القارئ وعيًا حقيقيًا يساعده على اتخاذ قرارات واعية تحفظ كيانه الأسري وتحقق له التوازن النفسي والاجتماعي.

المصادر:

  • منظمة الصحة العالمية (WHO)

  • حِلّوها

  • الجزيرة نت

  • رؤيا نيوز

  • Time

  • the12imams.net

google-playkhamsatmostaqltradent