recent
أخبار ساخنة

زلزال كريت الأخير يسلط الضوء على كفاءة مصر في رصد الزلازل: ما الذي حدث بالضبط؟

في خضم الاهتمام العالمي بظاهرة الزلازل وآثارها المدمرة على المجتمعات، شهدت منطقة البحر المتوسط صباح يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، هزة أرضية جديدة مصدرها جزيرة كريت. وبينما استشعر بعض سكان السواحل الشمالية المصرية ارتداد هذه الهزة، طمأنت الشبكة القومية للزلازل المواطنين بسرعة وأكدت أن الزلزال لم يُسفر عن أي خسائر مادية أو بشرية. وقد أورد موقع راموس المصري هذه المتابعة التفصيلية لمجريات الزلزال، مدعمة بتحليل علمي معمق لقوة وتأثير الهزة، بالإضافة إلى توضيحات رسمية من الجهات المختصة.

تفاصيل الزلزال كما رصدته الشبكة القومية للزلازل

تفاصيل الزلزال كما رصدته الشبكة القومية للزلازل

أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس الشبكة القومية للزلازل، في تصريح خاص لجريدة اليوم السابع، أن الزلزال الذي وقع في جزيرة كريت لم تتجاوز مدته 15 ثانية، وكان مركزه على بعد 499 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح المصرية، ما يجعله بعيدًا نسبيًا عن الأراضي المصرية. ورغم ذلك، تم رصد ارتداداته عبر أجهزة الرصد الحديثة المنتشرة في أنحاء الجمهورية، في حين سجلت الشبكة تابعين لهزات لاحقة غير محسوسة حتى لحظة التصريح.

المعطيات الفنية للهزة الأرضية

  • تاريخ الحدوث: 22 مايو 2025
  • وقت الحدوث: 06:19:38 صباحًا بالتوقيت المحلي
  • القوة: 6.24 درجة على مقياس ريختر
الموقع الجغرافي:
  • خط العرض: 35.70 شمالًا
  • خط الطول: 25.96 شرقًا
  • العمق: 68.91 كم تحت سطح الأرض
رغم أن الهزة الأرضية كانت متوسطة القوة حسب مقياس ريختر، إلا أن عمقها الكبير والموقع الجغرافي البعيد نسبيًا عن الأراضي المصرية ساهم في التخفيف من آثارها على سكان مصر، الذين لم يشعروا سوى بارتجاجات طفيفة لم تؤدِ إلى أي أضرار تُذكر.

ما هو سبب الاهتمام بهذا الزلزال؟

السبب الرئيسي في تسليط الضوء على هذا الزلزال ليس قوته أو تأثيره المباشر على مصر، بل ما كشفه من جاهزية الدولة وكفاءة بنيتها التحتية في الرصد والتحليل الفوري لمثل هذه الكوارث الطبيعية. إذ يعتبر تسجيل الزلزال وصدور تقرير مفصل عنه خلال ساعات قليلة فقط من حدوثه، دليلاً على تقدم النظام المصري في متابعة النشاط الزلزالي ومواكبة التطور العلمي في هذا المجال.

الشبكة القومية للزلازل: تاريخ عريق وتكنولوجيا متقدمة

يعود تاريخ الشبكة القومية للزلازل في مصر لأكثر من 150 عامًا، حيث تعد واحدة من أقدم الشبكات في العالم، ليس فقط على مستوى أفريقيا أو الشرق الأوسط، بل عالميًا. وتستند إلى أرشيف زلزالي يمتد لأكثر من 5 آلاف سنة، مستمد من السجلات التاريخية المصرية القديمة التي وثّقت بدقة تأثيرات الزلازل على الحضارات المتعاقبة.

مميزات الشبكة المصرية:
  • تغطي جميع محافظات الجمهورية بأحدث محطات الرصد الزلزالي.
  • تعتمد على تكنولوجيا رقمية حديثة قادرة على رصد الزلازل بدقة فائقة.
  • تصدر تقارير فورية عند حدوث أي نشاط أرضي، مما يتيح سرعة اتخاذ القرار.
  • تتعاون مع مراكز بحثية عالمية لتبادل المعلومات وتحسين الأداء.

هل مصر دولة زلزالية؟ نظرة علمية إلى موقعها الجغرافي

رغم أن مصر لا تقع ضمن الأحزمة الزلزالية السبعة الكبرى المنتشرة حول العالم (مثل حزام المحيط الهادئ أو حزام جبال الأنديز)، إلا أنها تتأثر أحيانًا بنشاطات زلزالية ناتجة عن قربها من بعض المناطق الجيولوجية النشطة مثل:
  • خليج العقبة
  • خليج السويس
  • الجزء الغربي من البحر الأحمر
هذه المناطق تشهد حركة مستمرة للصفائح التكتونية ما بين القارة الأفريقية والجزيرة العربية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع زلازل متوسطة القوة. ومع ذلك، فإن البنية التحتية المصرية والمجتمع المحلي أصبحا أكثر مرونة في التعامل مع مثل هذه الظواهر، خاصة مع وجود التوعية والإعلام المستمر من قبل الشبكة القومية للزلازل.

تفاصيل الزلزال كما رصدته الشبكة القومية للزلازل

أهمية الرصد المبكر في تقليل الخسائر

الرصد المبكر للزلازل لا يُنقذ الأرواح فقط، بل يمنح الجهات المعنية الوقت الكافي لاتخاذ الإجراءات الوقائية مثل:
  1. إيقاف السكك الحديدية مؤقتًا لتفادي الحوادث.
  2. إخلاء المباني الضعيفة إن لزم الأمر.
  3. رفع درجة التأهب لدى قوات الدفاع المدني.
  4. بث رسائل طمأنة أو تحذير للمواطنين حسب تقييم الموقف.
تُعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة شاملة وضعتها الحكومة المصرية بالتعاون مع مركز البحوث الفلكية، بهدف تعزيز قدرة الدولة على مواجهة الكوارث الطبيعية بكفاءة.

هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

رغم التقدم التكنولوجي في مجال الجيولوجيا وعلوم الأرض، إلا أن التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق ما زال تحديًا عالميًا. فالعلم قادر على تحديد المناطق المعرضة للخطر، لكنه لا يستطيع تحديد توقيت الزلزال بشكل مؤكد. وهذا ما يجعل أنظمة الرصد مثل الشبكة القومية للزلازل ضرورة لا غنى عنها.

وتكمن قيمة هذه الشبكات في قدرتها على:
  1. مراقبة النشاط الزلزالي على مدار الساعة.
  2. تحليل بيانات الهزات الأرضية فور وقوعها.
  3. تحديد مدى تأثير الهزات وموقعها الجغرافي بدقة.
  4. إصدار تقارير توعوية للمواطنين ووسائل الإعلام.

مصر واستثمارها في علوم الزلازل

لم يكن تطور الشبكة القومية للزلازل محض صدفة، بل هو نتيجة لاستثمارات متواصلة من الدولة في مجال البحث العلمي والبنية التحتية المرتبطة بالأمن الجيولوجي. وتحرص وزارة البحث العلمي والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على:
  1. تدريب الكوادر الفنية المتخصصة.
  2. إدخال أجهزة الرصد الحديثة.
  3. التعاون مع الهيئات الدولية كمركز الزلازل الأوروبي والياباني.
  4. نشر ثقافة السلامة الزلزالية في المدارس والجامعات.

تأثير زلزال كريت على مصر: الحقيقة الكاملة

رغم أن الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت لم يتسبب في أضرار مباشرة داخل الأراضي المصرية، إلا أنه قدّم اختبارًا حيًا لكفاءة النظام الوطني في الرصد والتعامل. حيث لم يُسجَّل أي بلاغ عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، كما أكدت البيانات الرسمية أن التابعين اللذين سُجلا عقب الهزة الرئيسية لم يكونا محسوسين.

هذه البيانات تؤكد أن:
  • المجتمع المصري في مأمن من الزلازل المدمرة في الوقت الحالي بفضل الله.
  • البنية التحتية القائمة قادرة على امتصاص الصدمات الخفيفة والمتوسطة.
  • أجهزة الدولة مستعدة بشكل دائم لمواجهة أي طارئ طبيعي.

خلاصة القول: كيف نحافظ على جاهزيتنا؟

يبقى الوعي العام عاملًا حاسمًا في تقليل خسائر الزلازل، مهما كانت نُدرتها أو شدتها. ولهذا، من الضروري:
  • نشر الثقافة الزلزالية في المجتمع.
  • تدريب فرق الإنقاذ على سيناريوهات الكوارث.
  • إجراء تدريبات دورية في المدارس والمؤسسات الحكومية.
  • تحديث خرائط المخاطر الزلزالية للمدن والمناطق الحضرية.
إن قدرة مصر على تسجيل وتحليل زلزال حدث على بعد يقارب 500 كيلومتر، خلال لحظات قليلة من وقوعه، هو إنجاز يعكس تقدمًا ملموسًا في بنيتها الجيولوجية التقنية. ويبقى من الضروري البناء على هذا النجاح عبر الاستثمار المستمر في الموارد البشرية والتقنية، لضمان أقصى درجات الحماية للمواطنين والمجتمع.

وفي الختام، يبقى موقع راموس المصري ملتزمًا بتقديم محتوى علمي موثوق ومفيد يرفع الوعي العام ويثري المعرفة حول الكوارث الطبيعية وطرق الوقاية منها، داعيًا الجميع إلى البقاء على اطلاع ومتابعة المستجدات من مصادرها الرسمية المعتمدة.
google-playkhamsatmostaqltradent